بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى آله وصحبه وبعد ،،،
فإن من مآسي الأمة التي تضاف إلى مآسيها وآلامها الكثيرة أن يصل الحال بكثير من المسلمين أن يشعروا بالشلل وعدم القدرة على بيان عداوتهم لعدوهم الكافر المحارب وأقرب مثال على ذلك ما قام به الطاغوت الأمريكي بوش من زيارة إلى بعض بلدان المسلمين وبخاصة بلد الحرمين الشريفين ومهبط الوحي ومع ذلك لم نجد فينا من قال له لا مرحباً بك يا عدو الله وعدو المسلمين ويا قاتل أهلنا ونسائنا وأطفالنا في أفغانستان والعراق وفلسطين والصومال .
إنه لمن الذلة والعار أن يزورنا هذا الطاغوت وطائراته الحربية قبل يومين من زيارته تقذف بالقنابل المحرقة والحمم المدمرة بيوت أهلنا في عرب جبور وديالى بالعراق فهدمت البيوت على أهلها الآمنين وتقطع أوصال النساء والأطفال .
إنه لمن العار أن يقال له في أكثر البلدان التي زارها ومنها بعض دول الكفر لا مرحباً بك ، كما كان ذلك في إيطاليا وأسبانيا بحجة جرائمه في العالم ، ثم لا يوجد في بلد الحرمين من يقول له ذلك ! أنسينا قول إبراهيم الخليل عليه الصلاة والسلام لأبيه وقومه { إِنَّنِي بَرَاءِّ ما تَعْبُدُونَ } . وقوله : { كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَاوَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاء أَبَداً حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ } . هذا لمجرد الكفر فكيف إذا كان هذا الكافر حرباً على المسلمين ويداه ملطختان بدمائهم .
ولو أن الأمر انتهى عند السكوت بعدم الترحيب به لكان – على شناعته – أهون من إعلان الترحيب به وإضفاء الفخامة والسيادة عليه في الصحف ووسائل الإعلام . إنه والله لعار علينا أن يحصل هذا في مهبط الوحي ، وإنا بهذه المواقف المستخذية نصبح أضحوكة للعالم من حولنا بل أضحوكة لهذا الطاغوت المحارب نفسه حيث سيقول بلسان حاله : انظروا إلى هؤلاء المسلمين الأذلة كيف نقتل أبناءهم وإخوانهم في العراق وأفغانستان وغيرهما من بلدان المسلمين ومع ذلك أدخل بلادهم وألقى فيها كل ترحيب وتقدير . إن هذا مما يزيده غطرسة وإجراماً ما دام أن هذا جزاؤه ، وصدق الله العظيم {وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِّنَ الْإِنسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍمِّنَ الْجِنِّ فَزَادُوهُمْ رَهَقاً }.
وتكفيراَ عن هذا السكوت المخزي أقول نيابة عن كثير من إخواني الدعاة وطلبة العلم :
لا مرحباً بك يا قاتل أهلنا ومخرب ديارنا ، لا مرحباً بك في ديار الإسلام ، والحمد لله الذي أخزاك وجندك على يد المجاهدين المرابطين الذين جعلوا أرض العراق وأفغانستان مستنقعاً لجنودك ومقبرة ، والذين قضوا على أسطورة الدولة العظمى ، والذين أفشلوا مشروعك الخبيث في بلاد المسلمين بما يسمى بالشرق الأوسط الكبير .
ووالله إننا لنحسن الظن بربنا ونقطع أن للظالمين نهاية قريبة إن شاء الله تعالى ، لأن من سنن الله تعالى أن يمحق الظالمين ولا يجعلهم يظلمون إلى ما لا نهاية .قال ربنا عز وجل : {وَتِلْكَ الْقُرَى أَهْلَكْنَاهُمْ لَمَّا ظَلَمُوا وَجَعَلْنَا لِمَهْلِكِهِم مَّوْعِداً} .
ومما نعرفه من سنن الله عز وجل أنه يملي للكافر حتى إذا أخذه لم يفلته وهذا الإملاء يغتر به الكفار فيزدادون إثماً وظلماً وغطرسة حتى يأتيهم وعد الله .قال الله عز وجل : {وَلاَ يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ أَنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ خَيْرٌ لِّأَنفُسِهِمْ إِنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدَادُواْ إِثْماً وَلَهْمُ عَذَابٌ مُّهِين}
نسأل الله عز وجل أن ينصر دينه ويعلي كلمته وأن يمحق الكفر والكافرين وأن يجلعنا من أنصار دينه الذين يحبهم ويحبونه أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين يجاهدون في سبيل الله ولا يخافون لومة لائم إنه على كل شيء قدير . والحمد لله رب العالمين ،،،
عبدالعزيز بن ناصر الجليل