حقق الفريق الأول لكرة القدم بالنادي الأهلي إنجازا تاريخيا بفوزه بكأس دوري الأبطال الإفريقي بعد تعادله مع فريق القطن الكاميروني بهدفين لكل منهما في اللقاء الذي جري بينهما أمس في مدينة جاروا الكاميرونية في عودة نهائي البطولة وكان الأهلي قد فاز في لقاء الذهاب بهدفين دون رد.
وبهذا النصر حقق الأهلي رقما قياسيا في الفوز بهذه البطولة للمرة السادسة عبر تاريخه في إنجاز لم يصل إليه غيره.. وبهذا النصر وصل الأهلي لكأس العالم للأندية باليابان في ديسمبر المقبل للمرة الثالثة علي التوالي في إنجاز قياسي أيضا.
الأهلي تقدم بهدف لأحمد حسن في الشوط الأول وتعادل كاموندا للقطن في آخر دقيقة من هذا الشوط.. وتقدم القطن مرة أخري في بداية الشوط الثاني ونجح عن طريق شادي محمد في إدراك التعادل قبل نهاية اللقاء بدقيقتين.
ظهر الأهلي في الشوط الأول بشكل رائع ونفذ لاعبوه المطلوب منهم بتقدير امتياز وكانوا الأفضل في وسط الملعب ونجحوا في التقدم بهدف لأحمد حسن قبل أن يتعادل القطن في آخر دقيقة من الشوط1/1.. لكن الأداء تراجع في الشوط الثاني بشكل واضح بسبب التغيير الذي دفع بسيد معوض وخروج احمد صديق فأحدث هذا ثغرة في الأطراف مما أتاح السيطرة للقطن فهاجم وسجل هدفا وأنقذ أمير عبد الحميد أكثر من كرة خطيرة خصوصا بعد خروج أحمد حسن واضطر جوزيه لإصلاح ما أفسده سيد معوض فدفع بأحمد فتحي في اليمين وطلب من جيلبرتو المساندة في اليسار وعزز وجوده في وسط الملعب ونفذ هجمة مرتدة حصل منها علي ركلة جزاء ليفوز الأهلي مع أنه قدم أسوأ أداء هجومي علي مدار الشوطين.
وتبقي التحية والتقدير للحكم جمال حيمودي الذي أدار اللقاء بمنتهي النزاهة والحيدة وكان نموذجا للعدل.
بدأ الأهلي اللقاء بتشكيل مكون من أمير عبد الحميد في حراسة المرمي وأمامه الثلاثي شادي محمد ووائل جمعة وأحمد السيد وفي اليمين أحمد صديق وفي اليسار جيلبرتو وفي الوسط احمد حسن وحسام عاشور وأمامهما بركات وأبو تريكة وفي المقدمة فلافيو كما لعب القطن بنفس تشكيل لقاء الذهاب بالقاهرة ولم يفقد سوي قائده أحمد نجوما.. وبدأ اللقاء بحماس كبير من القطن هجوم مكثف لاستغلال دفعة البداية من الأطراف والعمق وكادوا يسجلون هدفا لولا براعة أمير عبد الحميد وحاولوا فرض سيطرتهم إلا أن الأهلي نجح في التماسك خلال الدقائق العشر الأولي بالأداء المنظم وغلق كل الطرق المؤدية إلي مرمي أمير عبد الحميد بجانب الضغط المكثف من وسط الملعب الأمر الذي أفسد كل هجمات القطن وقلل من خطورته علي مرمي أمير كما كان هناك نوع من التنظيم المثالي في التعامل مع الكرات العرضية.
أهم شئ ميز لاعبي الأهلي في الدقائق الأولي هو التعامل بهدوء شديد مع اللقاء ولجأوا إلي تبادل الكرة كنوع من الضغط العصبي علي المنافس وجمهوره والتمرير من لمسة واحدة وبدقة لعدم فقد الكرة.
الضغط وعدم ترك مساحات والتركيز الشديد واللعب من لمسة واحدة وحسن الانتشار والرقابة الجيدة والتغطية كل هذا نفذه الأهلي فظهر القطن غير قادر علي فعل شيء.. لكن الأهلي كان مركزا في الجانب التكتيكي دفاعا ووسطا دون المحاولات الهجومية انتظارا لظهور الفرصة وهذا الأداء الأحمرالمتزن دفع لاعبي القطن لمحاولة التسديد غير الدقيق من مسافات بعيدة.
وبعد20 دقيقة انحصرت الكرة وسط الملعب وهدأ لاعبو القطن في ظل إصرار لاعبي الأهلي علي التنفيذ بامتياز لكل المهام المكلفين بها فسدد القطن من بعيد لكن أمير نجح في التصدي للعبة ببراعة.. ونال جيلبرتو أول إنذار بعد23 دقيقة.
عاب الأهلي طوال25 دقيقة عدم تنظيم ولو هجمة واحدة علي مرمي القطن لتركيزه في الوسط والدفاع الأمر الذي أراح دفاع القطن ومنح لاعبيه الثقة للتقدم للضغط علي الأهلي لكن نلتمس للاعبي الأهلي العذر لأنهم كانوا يريدون أن يمر أطول وقت ممكن دون أن يسجل القطن هدفا وهذا سيؤثر بالسلب علي معنوياتهم. الانتشار الجيد للاعبي الأهلي دفع لاعبي القطن إلي التمرير السيئ لضيق المساحات ووجود لاعبين أو ثلاثة من لاعبي الأهلي حول أي لاعب كاميروني يتسلم الكرة فأصابهم هذا الضغط بالارتباك وعدم التركيز مما أفسد أسلوبهم في اللعب بمحاولاتهم من العمق أو الأطراف. ويحصل فريق القطن علي أول ركنية بعد32 دقيقة ويخطئ أمير عبد الحميد في الخروج وكاد هجوم الكاميرون يسجل منه لولا عدم دقة التوجيه بالرأس وذهبت الكرة بجوار القائم الأيسر, لكن أمير رد بقوة بالتصدي لركنية مماثلة وصعبة جدا أخرجها بأطراف أصابعه.
وينفذ الأهلي أول هجمة حقيقية بعد37 دقيقة من الشمال حولها دفاع القطن لركنية يلعبها جيلبرتو لأبو تريكة ليضعها أحمد حسن في المرمي بقدمه ليتقدم الأهلي بهدف في الدقيقة38 بهدف غال جدا.. وكانت هذه هي اللدغة التي يبحث عنها العقرب جوزيه ونجح لاعبوه في تنفيذها من أول هجمة ليصعبوا مهمة القطن تماما. ويصيب الإحباط لاعبي القطن ويفرض الأهلي سيطرته ويتبادل لاعبوه الكرة بمنتهي الثقة لفترات طويلة ويكتفي لاعبو القطن بالمشاهدة ويحتسب الحكم دقيقتين وقتا بدل ضائع, ومن هجمة مرتدة في آخر دقيقة من الشوط الأول يسجل القطن هدف التعادل بتسديدة صاروخية من داخل المنطقة للاعب كاموندا.
ويبدأ القطن الشوط الثاني مهاجما وتتجاوز الكرة أمير عبد الحميد وينقذ الدفاع وينظم الأهلي صفوفه ويحاول اللعب بنفس أسلوب الشوط الأول بالهدوء وكثرة التمرير والهجوم المرتد بعد أن دخل في مرحلة بدء العد التنازلي لنهاية اللقاء.. وينفذ القطن هجمة مرتدة وينفذ تسديدة صاروخية ببراعة لركنية نال بها استحسان الجميع.. وازدادت خطورة القطن في ظل حالة من عدم الرقابة الجيدة لبعض مهاجميه من قبل مدافعي الأهلي.. وكانت بداية هذا الشوط قد شهدت خروج أحمد صديق ونزول سيد معوض ليذهب للناحية اليسري وجيلبرتو للوسط ويلعب بركات في الناحية اليمني.. وهو تغيير اعتاد جوزيه عليه وهو ثلاثة في واحد, ويصاب أحمد حسن ويخرج بعد الدقيقة60 يلعب بدلا منه أنيس بوجلبان.. لكن حدث نوع من عدم الاتزان في وسط ملعب الأهلي الأمر الذي أظهر خطورة للقطن وتواصل الهجوم حتي سجل الهدف الثاني في الدقيقة62 من المباراة عرضية سجلت بالرأس وسط سوء تنظيم لدفاع الأهلي داخل المنطقة..
ويبدو أن خروج أحمد حسن ترك فراغا كبيرا لم يستطع البديل أن يعوضه الأمر الذي منح القطن السيطرة الكاملة علي وسط الملعب والزحف نحو مرمي أمير عبد الحميد.. كما ظهرت ثغرات في الأطراف لوجود مساحات خلف سيد معوض في الشمال وبركات في اليمين.
ويلجأ القطن للكرات العرضية والطويلة والتعامل معها بالرأس في عمق دفاعات الأهلي وحدث أكثر من اختراق كان من الممكن أن يسفر عن هدف لولا عدم توفيق مهاجمي القطن فقد ظهرت ثغرة في الأطراف شمالا ويمينا كانت مصدر الخطورة علي الأهلي.
وتحولت الجبهة اليمني لبركات إلي شوارع فكل من يأتي منها يمر بعد أن خرج أحمد صديق ومن بعده أحمد حسن ولم يعد بركات قادرا علي إيقاف الهجوم القادم من ناحيته.. ولا يجد جوزيه حلا للناحية اليمني سوي الدفع بأحمد فتحي لإنقاذ الأهلي رغم أنه لم يكن جاهزا لمثل هذه المباراة وسحب أبو تريكة ويلجأ الأهلي للتهدئة ويعود معظم لاعبيه للخلف.. ويدفع القطن باللاعب تراوري آخر أوراقه في الدقيقة81 علي أمل إحداث تغيير في الملعب. ويبدو أن الحر أثر علي لاعبي الأهلي فانعكس ذلك علي أدائهم وعلي حركتهم في أرض الملعب وينفرد مهاجم القطن وينقذ أمير تسديدة خطيرة رغم عدم قوتها.
وينفذ بركات أول اختراق للأهلي في هذا الشوط في الدقيقة88 ويدخل المنطقة ويتعرض للعرقلة الواضحة ولا يتردد الرائع جمال حيمودي في احتساب ركلة جزاء تصدي لها المتمكن شادي محمد ويسجل منها هدفا هو الثاني والتعادل وتأكيد التتويج بالكأس ليفوز الأهلي بالبطولة السادسة