الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد.
فالمشروع للمسلم إذا ضاع ولده أو فقد شيئاً أن يلجأ إلى الله تعالى بالدعاء، ويكثر من قول: لا حول ولا قوة إلا بالله، وخير الدعاء ما كان في القرآن، وما ثبت عن نبينا عليه الصلاة والسلام، وليقل {اللهم يا جامع الناس ليوم لا ريب فيه اجمع بيني وبين ضالتي} وليكثر من الصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ فبها يفرج الله الهم وينفس الكرب، وليكثر كذلك من الاستغفار فإن من لزم الاستغفار جعل الله له من كل هم فرجاً ومن كل ضيق مخرجا ورزقه من حيث لا يحتسب.
أما الصلاة المخصوصة ذات الدعاء المخصوص فقد ذكرها الإمام الشوكاني رحمه الله تعالى في كتابه (تحفة الذاكرين بعدة الحصن الحصين) حيث قال: صلاة الآبق والضياع: إذا ضاع له شيء أو أبق يتوضأ ويصلي ركعتين ويتشهد، ويقول: بسم الله يا هادي الضُلاَّل ورادَّ الضالة: اردد عليَّ ضالتي؛ بعزتك وسلطانك؛ فإنها من عطائك وفضلك، اللهم رادَّ الضالة وهادي الضلالة أنت تهدي من الضلالة اردد عليَّ ضالتي بقدرتك وسلطانك؛ فإنها من عطائك وفضلك. وقد بيَّن رحمه الله أن هذا الحديث أخرجه ابن أبي شيبة والطبراني والحاكم من حديث ابن عمر رضي الله عنهما، ثم بيَّن ضعفه، وكذلك ذكرها الشيخ عبد السلام القشيري رحمه الله في كتابه القيِّم (السنن والمبتدعات) وعدَّها في الصلوات المبتدعة، وعليه فما ينبغي لكم التقيد بهذا الدعاء المخصوص تعييناً، بل ادعوا الله بما تيسر، والله تعالى أعلم